يأتيني على الموقع إيميلات من العديد من القرائات العزيزات يسألنني ذلك السؤال السرمدي الرهيب الذي يعتبره الكثيرون فيما يبدو سرا من اسرار الكون ..
السؤال الذي يأتيني بإلحاح هو : انت مرتبط ؟
لا أحب الإجابة على هذا السؤال بصراحة لأنني أفترض سوء النية من السائلة بسبب ازمة الزواج اللي احنا عارفينها.. لكنني عموما أعتبر أن الارتباط شيء مهم و أساسي لا بد منه لأي شخص عنده قلب عدم المؤاخذة !
يعرف البعض أنني انوي الإرتباط و لا أحبذ فكرة الحياة مع نفسي حرا كعادة الفنانين .. و هذا الرأي لا يوافقني عليه معظم أصدقائي المرتبطين.. فما ان ينفرد بي احدهم حتى يقول لي بلهجة العالمين ببواطن الأمور :
- إوعى يا عرفه !
- إوعى ايه يا مرزوق ؟
- إوعى ترتبط ياجدع .. دانت كده فل الفل !
و حين لا أقتنع بمثل هذا الكلام .. يبدأ كل منهم في حكاية قصته كي يستدر عطفي لأرجع عن قراري.. لكن دون جدوى !
هذه القصص اسمعها كثيرا لدرجة أنني أعتبرها ظاهرة !!
إيه اللي بيحصل لهم ده ؟؟
دائما أسمع هذه القصص و أؤكد لنفسي أن هذا يحدث للآخرين فقط و لن يحدث لي.. ربما هم حمقى أو ارتبطوا بحمقوات.. لكن لا يمكن ان أتخيل أن يحدث هذا لي !!!
المرأة العباسية
دعني أحكي لك هذا الرأي التاريخي للكاتب العباسي العلامة الشهير( ياقوت الحموي )..
يؤكد ياقوت الحموي في كتابه ( معجم البلدان ) أن الست المصرية ليست كأي ست تانية في العالم ..
يقول ياقوت الحموي – و الرأي رأيه هو و لا علاقة لي به – أنه لاحظ أن المرأة المصرية تستعبد الرجل المصري و لا تحترمة كسائر نساء العالم !
يقول ياقوت الحموي انه لاحظ هذه الظاهرة فسأل العلماء عن سبب هذا الشيء الغريب ..
فقالوا له أن السبب يرجع إلى أيام سيدنا موسى ..!
يقال أن فرعون حين خرج لملاقاة سيدنا موسى , خرج و معه كل الأمراء و علية القوم .. فلما البحر قفل عليهم غرقوا كلهم .. فالأميرات في مصر مالقوش اللي يتجوزهم فاضطررن للزواج من العبيد !!
و من هنا جاء تسلط المرأة المصرية على زوجها إلى يومنا هذا !!
بيني و بينكم..أعتبر هذه القصة فضيحة في حقنا بصراحة .. حتى ياقوت الحموي من أيام العباسيين بيقول الكلام ده ؟؟
لكنني رغم هذا الكلام .. لا أقتنع بكلامه !
* * *
المرأة الحسامية !
لي صديق لن أذكر اسمه لكن فلنفترض أن اسمه ( حسام ).. صديقي هذا مرتبط بحبيبته منذ سنوات و قصة الحب بينهم يضربون بها الأمثال ..
اختلى بي صديقي هذا – لا تكن سيء النية – ليقول لي :
- " اوعى تتجوز مصرية يا عرفه .. انت بتحب الهدوء و بتكره وجع الدماغ.."
فقلت له في براءة :
- " مال الارتباط بوجع الدماغ ؟"
فقال حسام :
- يابني البنات دول رايقين و بيستمتعوا بالمشاكل .. و احنا فينا اللي مكفينا .. طول النهار تتخانق معايا و مخلياني متنكد طول الوقت..."
قلت له في حكمة و حنكة فلسفية :
- بالتأكيد ليس الخطأ خطأها في كل مرة .. يجب ان تحاسب نفسك أنت ايضا .. لا يوجد شخص يحب المشاكل هكذا دون أسباب ..
أجاب في حسرة :
- اسكت .. انت مش عارف حاجة !
فقلت له :
- طب احكيلي عن آخر خناقة بينكم ..
قال :
- "مرة كنت باتكلم معاها في التليفون .. فتكلمت بصوت مرتفع جدا و كانت بتزعق ..
فقلت لها : اعقلي و بلاش الأسلوب ده ..
فقالت لي : أعقل ؟؟
يعني أنا مجنونة ؟؟
الناس كلها بيقولوا إن أنا عاقله زي ماما..
.. يبقى ماما مجنونة ؟؟
يا ماماااااااا ..
حسام بيقول عليكي مجنونة !!!!!!"
قلت في رعب :
- يانهار احوس !
- آه و الله العظيم حصل.. غلطت في إيه أنا بقى ؟
قلت له :
- طبعا غلطت .. حد يقول كده برضه ؟؟ عيب يا حسام !!
و كما تلاحظون.. لم أقتنع بكلامه ..
* * *
المرأة الأيوبية !
لي زميل يعتبر من أشهر العزاب في روز اليوسف .. اختلى بي في أحد المرت – لا تصر على سوء النية – و قال :
لا أنصحك بالزواح من مصرية يا شريف .. انت راجل دماغ و مبدع سيضيع كل هذا لو ارتبطت..
- يا عم مالها المصرية ؟؟ دي احسن بنت في الدنيا ..
- البنت المصرية لا تنظر للحب كأن بنت أخرى .. الموضوع يأخذ أبعادا أخرى عندهم ..
- ازاي يا عم ؟
قال :
- انها تراكمات من أيام صلاح الدين الأيوبي ..!!
ايام صلاح الدين الأيوبي كان القادة يخرجون كثيرا للقتال زي مانت عارف .. و كانوا يتركون الحرائر طوال الوقت .. و بمرور الوقت اضطرت الحرائر للزواج من العبيد ..
المشكلة في هذه العلاقة هي أن العبيد ماكانوش يحلموا بكده .. فكانوا يشعرون بالدونية في هذه العلاقة و كانت المرأة تنظر للموضوع على أساس : انت تطول واحدة زيي أساسا ؟؟
و بمرور الوقت أصبح الحب بالنسبة لهم نوع من المكافأة .. لو كنت عبدا جيدا سأكافئك بهذا الحب.. واحدة بواحدة يعني .. ليس الموضوع حبا متبادلا و مشاعر بقدر ما هو مكافأة للعبد لأنه فعل شيئا يستحق عليه هذا الحب !!
أنت تعطي الجزرة للحمار لتكافئه .. لا لأنك تحب إطعامه الجزر !!!
قلت له في ذعر :
- إيه اللي بتقوله ده يا عم ؟؟
فقال :
- اسمع الكلام بس .. لو كان و لا بد فتزوج واحدة غير مصرية .. لأسباب يمكنك استنتاجها من أي فيديو كليب !
إلا انني – برضه – لم اقتنع بما يقول...
* *
رأيي الشخصي في هذه الأشياء هو أن كل ما قيل كلام فارغ.. مع احترامي للجميع.. لست مع فكرة التنميط .. أروع بنت في الدنيا هي البنت المصرية .. و على الرغم من كل هذا سأترتبط بمصرية و لا أحد سوى المصرية..
لسبب وجيه جدا و هو أنني أحبها و أهيم بها عشقا و ليقولوا ما يقولون..
كما أنني لا أظن أن المرأة المصرية التي تعيش بيننا عاصرت سيدنا موسى و صلاح الدين الأيوبي !!
ألا تتفق معي في هذا الرأي الصائب ؟