بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عندما يتحدث الناس عن المطبخ النظيف، يتبادر إلى الذهن عادة نظافة
الأرضية، ولمعان حوض الجلي،
وترتيب الخزائن والأرفف، ونظافة أدواته وعدم تلطخها، وغير ذلك من
الأمور الظاهرة .
لكن ما تعنيه كلمة (المطبخ النظيف) حقيقة هو ذلك المطبخ الذي يحوي
طعاما آمناً وسليما،
فالنظرة هنا ليست للنظافة الظاهرية فقط، ولكنها كذلك في تحضير طعام
آمن خال من الجراثيم الضارة.
تدور سلامة الطعام في المنزل حول ثلاث نقاط رئيسية، هي:
طريقة خزن الطعام، وطريقة تحضيره، ومن ثم طهيه.
ولمعرفة كيف تتعامل ربة المنزل مع كل من الوظائف الثلاث، نعرض هنا
بعض الإرشادات المساعدة على ذلك:
1- يجب أن تحفظ الثلاجات على درجة الحرارة 5 درجات مئوية أو أقل،
وللأسف وُجد أن معظم الناس يجهلون أهمية الاحتفاظ بدرجة حرارة مناسبة
للثلاجة، ووجد أيضا أنه في كثير من البيوت تتجاوز درجة حرارة الثلاجة
10 درجات. وللحفاظ على ذلك ينصح بقياس درجة حرارة الثلاجة بمحرار
فإذا وجد أن حرارتها أعلى من 5 درجات مؤوية يحرك زر التحكم حتى
نحصل على درجة البرودة المطلوبة، والحفاظ على هذه الدرجة مهم؛ لأنها
تبطئ نمو معظم الجراثيم والبكتيريا، وإن كانت لا تقتلها، غير أن تقليل
عدد البكتيريا ومنعها من التكاثر يجعل المستهلك للأطعمة أقل عرضة
للإصابة بالأمراض المعدية. أما بالنسبة للتجميد على درجة صفر مئوي أو
أقل فإنه يوقف نمو البكتيريا وإن كان لا يقتل جميع أنواعها.
2- يجب أن تحفظ الأطعمة المطهية في الثلاجة بأسرع ما يمكن وبأقل من
ساعتين بعد الطبخ؛ لأن تركها أكثر من ذلك يمكن أن يؤدي إلى فساد
الأطعمة وانتشار الجراثيم فيها، ولا ينفع التذوق والشم لمعرفة صلاحية
الطعام من فسادها، فوجود جزء بسيط ملوث بالبكتيريا يعرض المستهلك
للأمراض على الرغم من أنه لا يمكن - في أغلب الأحيان- معرفة ذلك
بالتذوق أو الشم. وعند حفظ الطعام في الثلاجة يجب وضع تاريخ حفظه
على الوعاء حتى يستهلك في وقت آمن، وإجمالا يمكن حفظ الطعام بأمان
في الثلاجة واستهلاكه خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، وإذا كان هناك شك في
تاريخ الحفظ يجب التخلص من الطعام.
3-يستحب تنظيف وتسليك مجاري المطبخ بانتظام، وذلك بسكب مخفف
محلول الكلور بنسبة 5 مل (مقدار ملعقة صغيرة) من الكلور إلى لتر واحد
من الماء؛ لأن بقايا الأطعمة المترسبة على المجاري وبمساعدة الرطوبة
تساعد على نمو وتكاثر البكتريا.
4- يغسل اللوح المستعمل لتقطيع اللحوم والطيور والأسماك بالماء الدافئ
والصابون ثم يشطف باستعمال مطهر خفيف قبل استعماله لتقطيع أي من
الأطعمة الأخرى كالخضار لتحضير السلطة؛ وذلك لأن اللحوم النيئة لا يصح
أن تتلامس مع أي من أنواع الأغذية الأخرى منعاً لنقل الجراثيم التي تتكاثر
بسرعة في اللحوم.
5-ينصح بطهي اللحوم جيداً لقتل الجراثيم، وعند شوي البرجر (الكفتة)
فلابد من الاستمرار في طهيها حتى يختفي احمرار اللحم تماماً.
6-يجب عدم تذوق المعجنات المحتوية على البيض النيئ قبل طهيها؛ وذلك
لتجنب التعرض للجراثيم التي تعيش في البيض النيئ، مثل السالمونيلا،
وهذه الجراثيم تموت مع الخَبْز أو الشوي.
7-تنظف خزائن المطبخ وأسطحته التي تلامس الطعام باستعمال ماء دافئ
وصابون ومحلول الكلور المخفف؛ لأن استعمال الماء والصابون فقط لا يقتل
جميع أنواع البكتريا التي يمكن أن توجد في المطبخ. أما الماء فبإمكانه
التخلص من الغبار والقذارة الخارجية وليس البكتيريا والجراثيم . ويجب
التأكد من حفظ الفوط والإسفنجات جافة دائما لمنع تكاثر البكتيريا
والفطريات فيها.
8-إن نقع الآنية المتسخة بعد الاستعمال لفترة طويلة يساعد على نمو
وتكاثر البكتيريا التي تتغذى على بقايا الأطعمة في الآنية، فالأفضل عند
غسل الأواني باليد غسلها خلال ساعتين من الاستعمال، والأفضل أن تترك
لتجف دون استعمال المناشف لتنشيفها، أو يمكن غسلها بواسطة آلة غسيل
الصحون التي تعقمها وتنظفها وتجففها دون أن تلمس باليد.
9-يجب غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون قبل لمس الطعام وبعده،
وبخاصة اللحوم النيئة، وإن استعمل قفازان فيجب غسلهما كذلك بالماء
الدافئ والصابون.
10 -يوصي خبراء صحة الأغذية بإذابة الثلج عن اللحوم بوضعها في
الثلاجة أو في المايكرويف، وليس بتركها في جو المطبخ الخارجي؛ لأن
الفرصة تكون حينئذ مواتية لنمو البكتيريا من الطبقات الخارجية الذائبة
للحم في درجات الحرارة العادية، بينما الطبقات الداخلية لا تزال متجمدة،
يمكن أيضا إذابة الثلج بوضع اللحم في كيس محكم الإغلاق ووضعه في إناء
من الماء البارد ثم تغيير الماء كل نصف ساعة حتى يحافظ على درجة
برودته، وعند استعمال "المايكرويف" لإذابة الثلج فلابد من ترك مسافة بين
اللحم المراد إذابته وبين جدران الميكروويف حتى تتوزع الحرارة بشكل
متساوي على اللحم كله.