أنا والطفله وقارعه الطريق...
حياة لا ترحم موج هائج من البشر سائرون بلا دليل أنا معهم أسير في ذلك الطريق الوعر والطويل ارفع عيني لأرى كم هي مسافة هذه الطريق أحاول لا استطيع فأمامي جموع كثيرة وأمامي أشخاص يعيقون رؤيتي أحاول مرة أخرى وأخيرا استرق النظر بين أكتافهم ولكني لا أرى الا طريق طويلة تتوارى خلف الضباب نهاياتها فأيقنت أنها طويلة ولا تحصر مسافاتها إلا بالأيام, فحاولت أن اجلس لارتاح من دفع هذا الموج الهائج لي بلا حول ولا قوة، يا الهي لا استطيع الخروج من بينهم إلى جانب الطريق حاولت كافحت لأخرج من هذا الزحام الخانق الأكتاف بالأكتاف ملتصقة بعضها ببعض من شدة الزحام ,أخيرا استطعت الوصول إلى قارعة الطريق أحاول الجلوس هنا وهناك كلها ارض وعره لا مكان للراحة فيها وجدت تلك الشجرة العجوز والتي أرهق الوقت أغصانها وهوت الأيام بأوراقها جلست واتكأت على جذعها الخرب بدأت اتامل الناس كيف يمرون من أمامي ولا يعيرونني أي اهتمام أبصارهم خاشعة الى الأمام أنها الحياة والأيام بعدما اتفقا على اسر الباب هذه الجموع.,عجائز وشباب وكهول وأطفال الكل في هذا الطريق مخطوف عقله يسير كأنه في المحشر فلا يثير اهتمامه سوى المضي في هذا الطريق قدماً إلى متى إلى أين هم مثلي لا يعرفون.
يا الهي ما أجمل هذه الطفلة الصغيرة التي تسير مع هذه الجموع معها لعبتها الصغيرة وأمها ممسكة في يدها تعلقت فيها عيناي فلا فارقتها أبدا وهي تختفي بين الجموع ثم تظهر, هاهي الان تنظر لي عرفت أني أراقبها تنظر إلى أمها و أمها شاخصة البصر إلى الأمام فلا تلقي لها بالا ,فتعيد النظر لي ما أجمل البراءة وما أسخف الحياة وهذه الجموع التي بدأت تغتالها,فمكان مثل هذه الصغيرة ارض خضراء وأرجوحة حمراء وأقرانها حولها ولكن اختطفتها الحياة ,مازالت تنظر لي إنها تبتسم الآن يا الهي أنها ملاك فابتسامتها أضافت لها ما لم ينقصها من الجمال, أنا ابتسم لها لماذا؟ لا ادري هاهي تختفي بين الجموع وتظهر وأنا ما إن ابتسم ما تلبث أن تزول هذه الابتسامة وتنقلب إلى نظر متلهف إذا غابت عن ناظري,هاهي تظهر مرة أخرى ما هذا إنها تحاول الاتجاه لي تركت يد أمها التي خطف الحياة عقلها وبصرها بل وحتى قلبها, هاهي تحاول ان تخترق تلك الجموع السائرة باتجاهي كما فعلت أنا لم تستطع جسمها الرقيق والنحيل لم يسعفها يا الهي ماذا افعل هاهي تتخطى مكاني ولم تستطع الوصول لي مازالت تحاول تلك الصغيرة ومازالت تلك الحشود تدفعها بقوة, انقلبت نظراتنا, إلى حزن في عيناها وقلق وألم في عيني تختفي تلك الصغيرة عن ناظري المحها وقد أصبحت بعيدة عني وارى عيناها قد اغرورقت بالدموع وعيناي أيضا ,أيقَنَتَ هي و أنا أنها النظرات الأخيرة ثم اختفت إلى الأبد,ومازالت الجموع تسير بلا تأني ومازلت أنا على قارعة الطريق والحياة عرفت أني انتمي لهذه الحشود عدت وشخصت ببصري إلى الأمام وأكملت المسيرة.