يبدو أن نجوم الموسم السينمائي الصيفي خاصة نجوم الكوميديا، اتفقوا على اللجوء للطريق السهل لجذب [img]الجمهور، ولم يجدوا أسهل من اللجوء للإفيهات واللزمات والكلمات الغريبة أو التي تحمل أكثر من معنى، يظلون يرددونها طوال الفيلم، FilFan.com رصد هذه الإفيهات ووضعها بين يدي الناقد السينمائي نادر عدلي والناقد الفني مصطفى درويش فقالا رأيهما فيها.
البداية كانت في أول أفلام الموسم وتحديدا في فيلم "نمس بوند" الذي بطولة هاني رمزي ودوللي شاهين عن قصة وسيناريو وحوار طارق عبد الجليل وإخراج أحمد البدري وإنتاج محمد حسن رمزي.
شهدت أحداث الفيلم عددا من الإفيهات والمشاهد التي تلمح للجنس، ومنها المشهد الذي دخل فيه إلى الحمام فوجد دوللي في البانيو ومعها أحد الأشخاص الذي اختفى بالصابون الكثيف الذي يغطي البانيو فتظهر رجله المليئة بالشعر فيقول لها "انت نسيتي تقلعي الشراب"، والمشهد الذي يقول فيه لدوللي وهي جالسه على حمام السباحة بالمايوه البكيني الأسود: "انتي لسه ما قلعتيش الأسود ده؟ الحزن في القلب"
ثم جاء فيلم "كابتن هيما" لتامر حسنى وزينة وهو الفيلم الذي تشارك الشركة العربية في إنتاجه مع نصر محروس وتقوم بتوزيعه، والذي امتلأ عن آخره بالتلميحات الجنسية خاصة في أغنية تامر "هي دي" عندما يشير إلى مناطق حساسة في جسد زينة ويقول أكتر حاجة بحبها فيكي هي دي وأكتر حاجة شدتني ليكي هي دي، وهو ما لاقى انتقادات كثيرة من الجمهور على اختلاف فئاته وعمره وصفحات الفيس بوك التي تنتقد هذه الأغنية خير دليل على ذلك، بالإضافة إلى الصورة الخادشة للحياء التي صورت بها مشاهد أغنية "قرب لي" داخل أحداث الفيلم، والتي ركزت على بعض المناطق المثيرة في جسد زينة.
من فيلم كابتن هيما إلى فيلم "بوشكاش" لمحمد سعد، إنتاج أحمد السبكي وتوزيع الشركة العربية، وهو الفيلم الذي شهد عددا كيرا من المشاكل والخلافات التي هددت عرضه وجعلت الجمهور ينفر منه، وربما كان ذلك هو سبب محاولة المنتج وسعد نفسه جذب الجمهور للفيلم بأي طريقة، فاتجه الجميع إلى الألفاظ والكلمات الخارجة التي امتلأ بها الفيلم ومنها shut your mouse fuck.
أما فيلم "اتش دبور" الذي تنتجه الشركة العربية وتتبنى موهبة بطله أحمد مكي الذي سبق وقدم شخصية "هيثم دبور" في مسلسل السيت كوم "تامر وشوقية"، وفي فيلم "مرجان أحمد مرجان"، وعاد ليقدمها بشكل مكثف في فيلم "اتش دبور"، الذي لم يخل هو الآخر من العبارات الجنسية الصريحة، والإفيهات والكلمات الخارجة مثل: "خد فطيرك" و"A7A" و"شكلك بتاخد فيزا".
هاني رمزي ودوللي شاهين في "نمس بوند"
|
هاني رمزي ودوللي شاهين في "نمس بوند" |
|
ظهر الضيق على الناقد السينمائي نادر عدلي أثناء التعليق على هذه الظاهرة قائلا: كل هذه الإفيهات التي امتلأت بها أفلام الصيف، ليست أكثر من محاولة من بطل الفيلم لإنجاح عمله، حيث اعتادت شركات الإنتاج في الآونة الأخيرة الاعتماد على اسم النجم في إنجاح الفيلم وتحقيقه للإيرادات المطلوبة، ولكن إذا كان النجم مفلس وليس لديه دراما جيدة يقوم بتقديمها للجمهور، يحاول جذب الانتباه بأي شيء مثل هذه الإفيهات " قليلة الأدب "
ويرد عدلي على الذين يرددون أنها نبض الشارع وترجمة لما يحدث في الواقع بين الشباب، بأن هذه الإفيهات لا علاقة لها بالشارع لأنه لو هناك 10% من الشارع قليل الأدب فهناك 90% من الشارع محترمين ولا ذنب لهم في سماع هذه الإفيهات.
يرى عدلي أن أكثر من قدم هذه الإفيهات الخارجة أحمد مكي، ويرى أن شركة الإنتاج استغلت نجاحه مع عادل إمام لتقليد نجاح اللمبي، والدليل أن دوره في "ليلة البيبي دول" كان 100% تقليدا لمحمد سعد، وبالعقل إذا كان محمد سعد الآن ينجح بالعافية فما بالك بواحد يقلده.
أما الناقد الفني مصطفى درويش فيقول معلقا حول هذه الظاهرة: من الواضح أن هذا الموسم اتجه نحو مزيد من الإباحية، فهناك ثلاثة أفلام وضع عليها لافتة للكبار فقط، وفيلم رابع تم حذفه من هذه القائمة، وهذا الاتجاه من وجهة نظري هو نتيجة للإفلاس في الفكر والموضوعات، وتقديم موضوعات تهم الشارع بطريقة مهذبة وهادفة.
فالسيناريوهات الآن بعد أن أصبحت ضعيفة ويتم نقل معظمها من أفلام أجنبية يقوم صناعها بوضع مثل هذه العبارات التافهة التي لا تمس للواقع بشيء لجذب انتباه الجمهور، ومحاولة شدهم إلى دور العرض لدفع ثمن التذكرة، ثم يغادر المشاهد السينما بعد بدء الفيلم أو في ربعه أو منتصفه لا يهم المهم أنه دفع ثمن التذكرة.
يضيف درويش أن المثل الأعلى لكل هؤلاء الفنانين الذين يقدمون مثل هذه التفاهات محمد سعد، وهم مخطئون في ذلك فبعد فشل محمد سعد في أفلامه الأخيرة كان عليهم أن يبتكروا شخصيات جديدة تضمن لهم النجاح لا أن يقلدوا شخصيات أصبحت فاشلة.
ويستكمل درويش: سنرى خلال المواسم السينمائية القادمة مزيدا من هذه الإفيهات والتفاهات ومزيدا من الانحطاط نتيجة الإفلاس الفكري، مع أن هناك موضوعات كثيرة تستحق المناقشة وبطريقة هادفة ومحترمة، لا أن تناقش بمثل هذه السطحية.