درجات الصوم:
يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين - بتصرف وإيجاز -: "اعلم أن الصوم ثلاث درجات: صوم العموم, وصوم الخصوص, وصوم خصوص الخصوص. أما صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة, وأما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الأثام, وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية, وكفه عما سوو كف الجوارح عن الآثام.
وتمامه بستة أمور:
1ـ غض البصر .
2-حفظ اللسان عن الهذيان والكذب.
3ـ كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه.
4ـ كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره, وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار.
5ـ أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلىء جوفه. فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال.
6ـ أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء, إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين, أو يرد فهو من الممقوتين, وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها.
فقد روي عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون فقال: إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه
لطاعته, فسبق قوم ففازوا, وتخلف أقوام فخابوا, فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون,....,
وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك, فقال: إني أعده لسفر طويل, والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه".
هذه درجات الصوم, والله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون, وهو يحب التوابين ويحب المتطهرين, وكم من صائم ليس له من صيامه إلا التعب,
كما جاء ذلك في مجموعة من الأحاديث الصحيحة, و الصوم أمانة في أعناقنا وقد أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها, قال جلت عظمته في سورة
النساء: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها", وفي الحديث يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: "إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته " - أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق-.
منقول